أبدأ البحث

تجربة بجد.. بعد الحشيش أكل "معيز" ومَغنى وليلة من ألف ليلة.. إنها المتعة في كازا

 تجربة بجد.. بعد الحشيش أكل "معيز" ومَغنى وليلة من ألف ليلة.. إنها المتعة في كازا
 بعد الحشيش أكل "معيز" ومَغنى وليلة من ألف ليلة.. إنها المتعة في كازا

 

في المقال السابق عرفنا سويًا كيف تتجنب شراء الحشيش بالخطأ عندما تسافر إلى كزابلانكا، ولكن حتى الآن فإنني لم أحكي بعد لهواة المزارات والشوبنج والمطاعم، ماذا تفعل في "كازا" لتستمتع بوقتك تماما، لذا دعونا لا نضيع الوقت ونبدأ سويا على الفور..

 

 حبس يحبس حبوس فهو أحباس

 

كما هي العادة في المغرب فإن أغلب أسماء المناطق يجب عليك التركيز لتذكرها لذا عندما قررنا زيارة حي الحبوس أو الأحباس في مقولة أخرى، شعرت بإندهاش من الاسم مع السخرية من الواقفين من كوننا "هنتحبس هناك"، ولكن الواقع أن الحبوس أو الأحباس هي المعادل لكلمة الأوقاف لدينا، لذا فإن حي الحبوس قد اشتق اسمه من كو الكثير من مبانيه الأثرية تعتبر أوقاف.

 

بمجرد أن وضعت قدمي في الحي حتى شعرت بأن الزمن قد أنتقل بي إلى الماضي، فالمباني والبضائع هناك كلها ذات طابع قديم وأثري، يمكنك أن تشتري الزي المغربي القديم كاملاً أو تحصل على سيف بتار مزخرف أو خنجر قديم، كما ستجد بوفرة المشغولات النحاسية ومشغولات الصدف وغيرها، وبالطبع لا تنسى الفصال، فإن الشارع الشبيه بمنطقة خان الخليلي يعاني من نفس الأزمة وهو رفع الأسعار كثيرًا والحاجة للفصال للوصول لسعر جيد، ولكن الحقيقة أن التسوق هناك متعة مع دقة المشغولات التي ستحصل عليها.

 

القصر الملكي ممنوع الاقتراب أو التصوير

 

لا يمكنك ترك حي الحبوس دون أن تجلس قليلا على المقهى هناك، وفي المقهى جذب نظري مرة أخرى المباني المحيطة، فمنذ دخلنا حي الحبوس وعن بعد تظهر المباني البيضاء اللامعة ذات القباب الخضراء والشكل الموحي والتي تشعرك بمعنى اسم الدار البيضاء حقًا، لذا فقد تجرأت وسألت أحد الجالسين معنا على المقهى عن هذا، فأجابني باستنكار أنني كيف لا أعرف القصر الملكي، وهكذا قررنا أن نذهب لهناك، بتأكيد ستشعر مرة أخرى بمرور التاريخ عليك، ولكن أحذر من الاقتراب أو محاولات التصوير حيث سيمنعك الأمن ويزجرك بقوة، كل ما يمكنك فعله هو مشاهدة المنطقة الهادئة الجميلة والعمارة المميزة.

 

باب مراكش نحن نحطم الأسعار تحطيمًا

 

متعة التسوق ولكن ليس عبر التليفزيون كما يقول الإعلان، بل عبر المحلات والبائعين في الأزقة والحارات، بمجرد الدخول للمدينة القديمة عبر باب مراكش، ستكتشف كنز لمحبي التسوق، كل ما تفكر به هناك، كانت عيناي زائغة وأنا أشاهد محلات الملابس الحديثة ومحلات الزي المغربي التقليدي من عبايات مطرزة، محلات الحقائب والأحذية، والعطور وأدوات التجميل، كذلك عشرات من المحلات والعربات التي تبيع الإكسسوارات الرائعة جيدة الصنعة، هذا بالإضافة للمشغولات الخشبية والنحاسية المتقنة كذلك، كل هذا بأسعار معقولة للغاية يمكنك أن تحصل على الهدايا من هناك، ولكن مرة أخرى فاصل بشكل كبير فالسلعة الواحدة ثمنها الضعف في المعتاد وعليك الفصال بقوة حتى تصل لسعر مناسب، ولا تنسى إنه يمكنك شراء نارجيلة مميزة من هناك حتى لو لم يكن في استطاعتك استخدامها في المغرب.

 

"خدي ليفة يا بنتي علشان تنظفي"

 

لا تتعجب إن مررت بجانب البائعات المفترشات الأرض واللاتي يبعن الليف المغربي الشهير، فوجدتها تقول لك بالمغربي ما معناه، "اشترى ليفة علشان تنظف"، هكذا حدث معي عندما سألتني السيدة ألا أريد أن أنظف، وقد شعرت بالإهانة لوهلة، ثم اكتشفت أن السيدة البسيطة اللطيفة حقًا تغريني بمميزات الليفة المغربية لشرائها، وتعدد مزاياها كذلك، لذا لا تعتبر هذه الدعوة إهانة، بل خذ ليفة مغربية ففي الواقع لها مفعول السحر.

 

يا بتاع النعناع يا منعنع.. لا تفوت الشاي

 

أنا لا أشرب الشاي.. هذه حقيقة علمية مؤكدة عني، وعدد أكواب الشاي التي شربتها في عمري لا تتجاوز 3 أكواب، لذا عندما ألح الجميع بالذهاب إلى المقهى لشرب الشاي المغربي لم أكن متحمسة للغاية، ولكن صدقني الشاي المغربي مختلف تمامًا عن ما تعرفه، هناك نكهة تشبه النعناع ولكنها ليست نعناعًا ونكهة تشبه الشاي بالفواكه ولكنها ليست كذلك، فهو مشروب متفرد بذاته لا تفوت شربه في هذه الأكواب الصغيرة التي يتم ملئها لما بعد النصف بقليل، فهي تجربة تستحق، ولا تنسى أن تشتري بعض علب الشاي قبل المغادرة ولكن رغم جودته واختلافه فلا يمكنك إعداده كما يتم إعداده في المقاهي هناك.

 

مسجد الحسن الثاني روحه في "المطره"

 

من أعلى التجارب التي قمت بها في المغرب هو زيارة مسجد الحسن الثاني وساحته والجلوس أمامه على المحيط وقت الأمطار، فشكل السماء وهي تكفهر خلف مآذن الجامع، والنوافير الصغيرة في الأرضيات والماء يتساقط بها، بينما الأضواء تخرج من الأرض لتضيء خطوط المطر، منظر رائع لا يجب تفويته.

 

برج الساعة وشارع الجيش الملكي "المشي للركب"

 

لا يمكن ألا تأخذ صورة أمام برج الساعة بجوار باب مراكش، فهي صورة شهيرة لكل من زار "كازا" وبعد مغادرتك للمكان عليك أن تقوم بجولة على الأقدام لتشاهد المتاجر ومحلات العطارين والطعام ولكن حذار أن تخطأ كما أخبرتك من قبل وتشتري الحشيش من هناك.

 

المشاوي المغربية حقا بالحياة ما يستحق أكله

 

في الشوارع المتفرعة من شارع أنفا بجوار فندق أيدو أنفا الذي أقمت به، ستجد عدد من المحلات البسيطة على مستوى الديكور والإبهار العبقرية على مستوى الطعم، وكلها تبيع المشاوي، الكفتة واللحم المشوي والسلطات الغريبة التي تنافس طعم اللحم، مهما تخيلت إنك قد ذقت كباب وكفته ذو طعم رائع فإن الطعم هناك غير كل ما تذوقت، والسعر كذلك يتراوح بين 40 - 60 ج مصري للوجبة المشبعة كذلك.

 

هو العمر فيه كام ليلة زي الليلة.. زي الليلة

 

بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أن كازا لديها عدد من المطاعم في قلب المحيط، حيث تجلس هناك وكلك سعادة وهناء وأنت لا ترى إلا أمواج المحيط المتلاطمة أمام ناظريك وأنت تجلس فوق المنضدة منظر العشاء.

 

هذه تجربة يجب أن تخوضها، حينما تخيط الأبواب انتقلت عبر الزمن، بين الجدران المزينة بالفسيفساء، والمباخر والمشكوات المعلقة، والنوافير ما بين الساحة والجدران، ومقاعد الأربيسك المشغولة ومناضد النحاس المسبوك، وستائر الخرز والكريستالات، أنت بلا مبالغة قد دخلت قصر شهريار في إحدى ليالي ألف ليلة، حيث تجد حولك مقدمي الخدمة جميعهم وقد ارتدوا أزياء تقليدية من العصور القديمة ليقوموا بتقديم الأطعمة والمشروبات قي قداح وطواجن تقليدية.

 

ليس هذا كل شيء، فأثناء الطعام وجدنا العواد بالزي المغربي التقليدي وغطاء الرأس يجلس أمامنا ليعزف لك أجمل الألحان، وبعد رفع صحاف الطعام، سيتم تقديم الحلوى والشاي المغربي، ليدور بعد ذلك العواد ليغني مزيج من الأغاني التراثية والأغاني المغربية، والمصرية لعبد الحليم وأم كلثوم وعبد الوهاب، وكذلك أغاني فيروز وفريد الأطرش وغيرهم وغيرهم، ومع حماسة الألحان وتحمس الزوار بين تصفيق أو غناء والإضاءة الأسطورية والديكور المميز ورائحة المحيط، ستقضي ليلة لن تنساها أبدًا، ومع تغني العواد بمقطع "وهو العمر فيه كام ليلة زي الليلة" ستشعر أن هذا المقطع يخاطبك حقًا ويعبر عنك بالفعل.

 

طاجين لحم الماعز بالبرقوق واللوز.. صدقني ليس "عكًا"

 

عندما يوضع أمامك طاجن كبير بشكل غير منطقي من الطعام وتسأل ما هذا فتجد من يخبرك بأن هذا طاجين لحم الماعز المطبوخ مع البرقوق المجفف (القراصيا) واللوز الحلو، ستشعر بالخوف من تجربة هذا المزيج العجيب، ولكن صدقني طعمه يختلف عن اسمه تمامًا، لدرجة قد أغرت كثيرًا من الفتيات بشراء طاجين من منطقة الحبوس ليقوموا بطبخ نفس الطبخة عند العودة مرة أخرى.

 

كازا.. أو كازبلانكا أو الدار البيضاء مدينة دافئة بالمودة من الأماكن التي لن تشعر بالغربة بها على الإطلاق، ورغم فرق اللهجات ورغم بعد المسافة ورغم اختلاف الطقس، ستشعر إنك في وطنك وستسعد برحلتك فيها كما حدث معي.

 

لمشاهدة موضوعات شيقة أخرى

 

تجربة بجد.. ثلاث خطوات خاطئة وتشتري الحشيش في كازا

الآن يمكنك السير على الأشجار بالدنمارك


بحيرة الهياكل العظمية.. لعنة إلهية أم إبادة جماعية